-A +A
فريدة صالح شطا
انضم الدقيق مؤخراً إلى بقية مجموعة الغذاء, لكن ليس فقط بارتفاع سعره وإنما أيضاً بندرة وجوده – الدقيق المكون الأساسي للخبز (العيش)، الذي نخجل من اعطائه للفقير والسائل وحده.. صار هو الآخر عزيزاً غالياً.
أن تتوالى المشاكل فهذا لا يعني بالضرورة انتهاء الأزمة لتظهر التالية، فلا تزال المشاكل الأخرى موجودة حتى بعد ظهور أزمة الدقيق وتتمثل وتتجدد في ارتفاع الأسعار المستمر الذي لا يقتصر على الأرز والحليب.. فالدجاج مثلاً تضاعف سعره بحوالي 100%.. فالدجاجة التي كان سعرها 8 ريالات أصبح الآن 15 ريالا «وأبو عشرة» صار بعشرين.. وهلم جرا..

أزمة طعام، أزمة مياه ولم يبق إلا الهواء ولو أنه مع وجود عوادم السيارات ودخان محطة تحلية المياه والمردم, بل يمكن القول بأن خفافيش الحرائق يزاولون عملهم التخريبي في كل موقع تتراكم فيه النفايات.
إذا انتقلنا إلى جانب آخر من الأزمات بعيداً عن الغلاء وارتفاع قيم الفواتير إلى الأسهم التي تكرر ما أصابها قبل عام تقريباً وما سمي بفبراير الأسود ولكن هذا العام في (يناير الأسود) ولو أن النكبات في هذا القطاع سبب بها (الأحمر)!.. ودار في ذهني تساؤل – وأنا ولله الحمد بعيدة عن اللعبة – فقلت إذا أحسنا الظن وافترضنا عدم وجود نية سيئة في المرة الماضية لمن سموا الهوامير أو الحيتان أو أياً من الكائنات المفترسة.. إذا ما افترضنا جهلهم حينذاك بعواقب ما قاموا به، ثم رأوا أو سمعوا ما أصاب صغار (اللاعبين) من كوارث بسبب الخسائر في الأسهم فما عذرهم هذه المرة؟ لاسيما وقد اتضح لهم جلياً نتائج لعبهم بمصائر العباد.. هل يمكن أن نسمي ماحدث للمرة الثانية بـ (مع سبق الاصرار والترصد) أي أنهم مع علمهم اليقيني بما سيحدث «للغلابة» من انكسارات فقد كرروا ما فعلوه بالحرف؟.. أين الخوف من الله؟ أين التراحم بين المسلمين «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» أليس مايحدث ونراه انتهاكا للدم والمال!
الذين يموتون من الجوع، البرد، نقص الدواء.. ألا يتحمل الذي منع الغذاء والدواء برفع أسعارها ذنبهم!! وما يجري على ملعب الأسهم أليس انتهاكاً لحرمة المال!..
أسأل الله أن يرفع عنا البلاء ويمنحنا الصبر على الابتلاء ويشملنا بجوده وكرمه فيأجرنا على هذا الصبر، كما أسأله أن ينظر بعين الرحمة إلى اخواننا في فلسطين والعراق.. لأن كل ما نعانيه من أزمات لا يمثل قطرة من حجم معاناتهم على جميع المستويات التي اكتفينا (شعوب المسلمين كلها) بالفرجة والأسى، بل إننا ربما تجنبنا حتى الفرجة لنحمي نفسنا من مشاعر الألم التي تولدها هذه الفرجة.. رحمتك يارب.
* إضافة:
أتمنى الا يواكب التجار نسبة الدعم في الرواتب بزيادة في الاسعار كما اتمنى ألا تكتفي جمعية حماية المستهلك بمراقبة الاسعار المدونة على المنتج الذي يختلف ساعة الدفع عما هو مسجل في مكائن المحاسبة، ولا يخفى على احد ان سعر الحليب والارز ظل كما هو برغم الدعم السابق.